الأطفال و الإدمان التلفزيوني

هل يتحمل التلفاز - كما يؤكد البعض - جريرة تقليل اللعب و هبوط المستوى اللغوي و التحصيل الدراسي و زيادة السلوكيات العدوانية لدى الأطفال، فضلا عن الانغلاق و إضعاف الوشائج، و التحكم في حياة أفراد الأسرة؟
حول هذا السؤال المتشعب تتركز هذه الدراسة المهمة للغاية. لكن المؤلفة - على خلاف النقاد - الذين يركزون جل اهتمامهم على مضمون برامج الأطفال التلفازية - تطرح الموضوع من زاوية غير عادية هي تأثير فعل المشاهدة التلفازية السلبي في نمو علاقة الطفل بالواقع الحقيقي. و من هنا تمثل الدراسة تحديا قويا للآباء و المربين من أجل مراجعة مواقفهم تجاه التلفاز، و تستند المؤلفة في هذا التحدي إلى المقابلات التي أجرتها مع مئات الأسر و المدرسين و الاختصاصيين في شؤون الطفل، و هي تؤكد أن الجهود الرامية لجعل التلفاز أكثر جاذبية للآباء و الأطفال عن طريق تطوير البرامج لا يمكن إلا أن يؤدي إلى اعتماد الآباء المتزايد على التلفاز كجليس أطفال و إلى زيادة خضوع الأطفال لأجهزة التلفاز في بيوتهم.